ஜ قصائد ஜ رسالة الألم من شقيق الحرم

رسالة الألم من شقيق الحرم

قـُطع الطريقُ عليّ يا أحبابي . . . . . ووقفتُ بين مكابر ومحابي

ذكرى احتراقي ما تزالُ حكاية . . . . . تـُروى لكم مبـتورة الأسبابِ


في كل عامٍ تقرؤون فصولَها . . . . . لكنكم لا تمنعون جَنابي


أوَ ما سمعتم ما تقول مآذ ني . . . . . عنها ، وما يُدلي به محرابي؟


أوَ ما قرأتم في ملامح صخرتي . . . . . ما سطّرته معاولُ الإرهابِ؟


أوَ ما رأيتم خنجرَ البغي الذي . . . . . غرسته كفُّ الغدر بين قِبَابي؟


أخَواي في البلد الحرامِ وطيبةٍ . . . . . يترقبانِ على الطريقِ إيابي


يتساءلان متى الرجوع إليهما . . . . . يا ليتني أسطيعُ ردّ جوابِ


وَأنا هُنا في قبضة وحشيّة . . . . . يقف اليهوديُّ العنيدُ ببابي


في كفّه الرشاش يُلقي نظرة . . . . . نارية مسمومةَ الأهدابِ


يرمي به صَدرَ المصلّي كلُما . . . . . وافى إليّ مطهّرَ الأثوابِ


وإذا رأى في ساحتي متوجّهاً . . . . . للهِ ، أغلقَ دونَه أبوابي


يا ليتني أسطيعُ أن ألقاهما . . . . . وأرى رحابَهما تضمُّ رحابي


َأوَلستُ ثالثَ مسجدينِ إليهما . . . . . شُدّتْ رِحالُ المسلم الأوّابِ؟


أوَ لم أكن مهدَ النبوّاتِ التي . . . . . فتحت نوافذَ حكمةٍ وصوابِ؟


أوَ لم أكن معراجَ خير مبلّغٍ . . . . . عن ربـّه للناس خيرَ كتابِ ؟


أنا مسجد الإسراء أفخرُ أنني . . . . . شاهدتـُه في جيْئة وذَهابِ


يا ويحكم يا مسلمون ، كانّما . . . . . عَقِمَتْ كرامتكم عن الإنجابِ


وكأنَّ مأساتي تزيدُ خضوعكم . . . . . ونكوص همّتكم على الأعقابِ


وكأنّ ظُلْمَ المعتدين يسرُّكم . . . . . وكأنّكم تستحسنون عذابي


غيّبتموني في سراديب الأسى . . . . . يا ويلَ قلبي من أشدّ غيابِ


عهدي بشدْو بلابلي يسري إلى . . . . . قلبي، فكيف غدا نعيقَ غُرابِ ؟!


وهلال مئذنتي يعانق ماعلا . . . . . من أنجمِ وكواكبٍ وسحابِ


أفتأذنون لغاصبٍ متطاولٍ . . . . . أنْ يدفن العلياء تحت ترابي؟!


يا مسلمون ، إلى متى يبقى لكم . . . . . رَجعُ الصدى، وحُثالةُ الأكوابِ ؟؟


يا مسلمون ، أما لديكم هِمّة . . . . . تجتاز بالإيمان كلّ حجابِ ؟؟


أنا ثالث البيتين هل أدركتمو . . . . . أبعادَ سرّ تواصـُل الأقطابِ؟!


إني رأيتُ عيونَ من ضحكوا لكم . . . . . وأنا الخبيرُ بها ، عيونَ ذئابِ


هم صافحوكم والدماءُ خضابُهم . . . . . وا حرّ قلبي من أعزّ خَضَابِ


هذي دماءُ مناضلٍ ، ومنافحٍ . . . . . عن عرضه ، ومقاوم وثّابِ


ودماءُ شيخٍ كان يحملُ مصحفاً . . . . . يتلو خـَواتَم سورة الأحزابِ


ودماءُ طفلٍ كان يسألُ أمـّهُ . . . . . عن سرّ قتل أبيه عندَ البابِ


إني لأخشى أن تروا في كفّ مَن . . . . . صافحتموه ، سنابلَ الإغضابِ


هم قدّموا حطباً لموقد ناركم . . . . . وتظاهروا بعداوة الحطّابِ


عجَباً أيرعى للسلام عهوده . . . . . مَنْ كان معتاداً على الإرهابِ؟؟


من مسجد الإسراء أدعوكم إلى . . . . . سفْرِ الزمان ودفتر الأحقابِ


فلعلّكم تجدون في صفحاتهِ . . . . . ما قلتُهُ ، وتُثمّنون خطابي!!

عبد الرحمن العشماوي

ليست هناك تعليقات: