العدوّ يتمادى في فلسطين, وأمتنا تنظر بعين المستكين ؟؟
تمادى, وماذا لو تمادى وأسرفا ** وأوغل في هدم البيوت وجرّفا ؟
تمادى, وماذا لو تمادى مكابراً ** وحطّم أقصانا الحبيب وأتلفا ؟
وشرّد آلافاً من القدس جهرةً ** وجمّع أشتات البغاةِ وألّفا؟
وأسكن شُذّاذ اليهود ديارنا ** وساق إلى الأقصى الجنود وكثّفا ؟
وماذا لو استعدى علينا لصوصه ** ولاحق أبناء الهدى وتخطّفا ؟
وماذا لو استاق النساء أمامه ** وبالغ في ترويعهنّ وعنّفا ؟
وماذا لو اغتال الرجال بغدره ** وموسادِ الباغي علينا وأسرفا ؟
تمادى, وماذا لو أقام كيانه ** على جثث الموتى الكرام وأرجفا ؟
وحطّم أحلام الصفاء ولم يدع ** لهم حُلُماً عذباً إذا طار رفرفا ؟
تمادى عدوّ الله في القدس وانتهى ** إلى آخر المشوار فيه وطوّفا
تمادى وما زالت وساوس أمتي ** تُريها عَصَا المحتلِّ غصناً مُهَفْهَفَا
وتبني لها فوق السراب حصونها ** وفوق غبار الريح سُوقاً ومَصِرفا
كأنّ عدوّ الله ما جرّ ثوبه ** على أرضها كِبراً وجار وعنّفا
وغيرّ آثاراً وأخفى معالماً ** وزوّر تاريخ البلاد وحرّفا
تمادى عدوّ الله يا أمّة الهدى ** وأعطاكِ آلافَ الوعود وأخْلَفَا
فكيف تركتِ السّيف يَعْلك غِمده ** وصيّرتِه عند الخنوع " مُوظفّا ؟
وكيف غدا بالكذب قولكِ مفعماً ** وعقلك بالأوهام أضحى مغلّفا
ستبقين إن لم تطرُدي الوهم كالذي ** تعثّر في حبل الهوى وتخلّفا
وما قيمة الإنسان في الأرض, إن غدا ** لساناً بلا صدقٍ وقَلْبَاً مُجَوَّفا ؟؟
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
عبد الرحمن بن صالح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق