ஜ قصائد ஜ تشكو الفتاوى

تشكو الفتاوى في زمانك حالها ** من بعدما سَكَبَ الفضاء جمالِها

صارت مُبَلْبلة الفؤاد, أتشكتي ** علماءها, أم تشكتي جُهّالها ؟

قابلتُها يوماً على درب الأسى ** تُلقي على باب الأنين رِحالها

فسألتها عمّا جرى فاستعبرت ** ورمت إليّ مع الدموع سُؤالها

قالت: أتسألني كأنّك لا ترى ** رمضاءَ بيداءِ الهوى ورمالها ؟

فأنا الفتاوى صِرتُ في أرجوحةٍ ** أبلت أيادي الراحلين حبالها

أولست تبصر في الفضائيات ما ** يلقي عليّ من الهموم ثقالها

يتسابقون على انتهاك كرامتي ** ويقلِّبون حرامها وحلالها

يتخّطفون القول من فم سائلٍ ** متجاهلين من الأمور مآلها

يتجرّأون على الفتاوى بعدما ** كسرت لهم أوهامهم أقفالها

كم ليلةٍ قطعوا عليّ هُدوءها ** حتى أزاحوا نجمها وهلالها

هذا يجوّز للفتاة سفورها ** ويُبيحُ أن تلقى النساء رِجالها

ويبيحُ للأنثى الذكورة َ ناسياً ** أن المهيمنَ حرَّم استرجالها

وهناك من عشق الظهور فزاده ** رهقاً, وأعطى نفسه استرسالها

راقت له الشاشات حتى أصبحت ** في النفس غايته التي يسعى لها

يا من تحمّلتم أمانة علمكم ** ما كلُّ من حَمَلَ السيوف أجالها

ما كلُّ من راش السّهام رمي بها ** كم من سهامٍ لا تُحِبُّ نِصالها

إنّ التسرُّع في الفتاوى ثغرةٌ ** تتسلُّل الفتن العظام خلالها

كان الصحابة يكبحون جماحها ** ويضّيقون طريقها ومجالها

يتدافعون سؤالها وجوابها ** ورعاً, ولا يستسهلون وبالها

ما بالكم أنتم كسرتم بابها ** كسراً ولم تُبقوا عليها شالها ؟

ثوبوا إلى رُشدِ الحكيم وأطلقوا ** تقوى النفوس وحطّموا أغلالها

يا مسرعون إلى الفتاوى, هوّنوا ** فلربَّ فتوى أهلكت من قالها

ولربَّ فتوى شكّكت متديَّناً ** فيما لديه وأحدثت زلزالها

ما بالكم تنسون يوم قيامةٍ ** الله يعلم – وحده – أهوالها ؟؟

عبد الرحمن بن صالح العشماوي

ليست هناك تعليقات: