ஜ قصائد ஜ حينما يكون البحر شاهداً

يا بحر!! هذه الليلة الليلاءُ ** ظلاماؤها لملدّلجين تضاؤء


خاضوا غمارك والظلام يلّفهم ** والصاحبان بطولةٌ وفداء


ما أبحروا إلا وفي أرواحهم ألقٌ ** تهاوت عنده الظلماء


جاءوا بما يشفي الصدور لأنهم ** بالمكرمات وبالتضامن جاؤوا


جاؤوا إلى أكناف مقدسنا التي ** في أرضها يتطاول الدخلاء


لما رأوا آلآم غزة ما لها ** في عُرف تجّار الحروب دواء


رحلوا إليها رحلةً ميمونةً ** متضامنين وفي القلوب سخاء


يا بحر !! كم شرفٍ عظيمٍ حزته ** لما التقى بعبابك الشرفاء


جاؤك من شرق البلاد وغربها ** تتعدد الأجناس والأسماء


رسموا لأسطول التضامن غايةً ** كبرى تهون أمامها الأعباء


هي نُصرة المظلوم ساقتهم ** فهل يدري الغفاة ويدرك الجبناء


أرأيتهم يا بحر لما أقبلوا ** في جنح ليل الصبر كيف أضاؤوا


أرأيتهم لما تلاقى عزمهم ** وهدير موجك حادياً والماء


صف لي بربك كيف صار إباءهم ** ليلاً وصارت رحمةٌ ووفاء


أُسطولهم يا بحر كان رسالةً ** للواهمين حروفها بيضاء


أُسطولهم يا بحر أصبح مَعلماً ** حراً تطير بفضله الأنباء


هو مَعلم الإنصاف في الزمن الذي ** لعب الطغاة بأهله وأساؤوا


يا بحر !! أنت الآن راويةُ لما ** ستر الظلام وقارف الأعداء


فاسرد حكاية ما جرى وارفع ** بها صوتاً لتسمعَ صوتكَ الأرجاء


قُلها مقالة صادقٍ واشهد بها ** فقلوبنا وعقولنا إصغاء


والحق يبقى ظاهراً متألقاً ** في الناس لمّا يصدق الشهداء


لما روى البحر الرواية كلها ** سطعت أمام العالم الأضواء


سقط القناع عن الوجوه فلم يعد ** يخفى العدوُّ وُروحه الهوجاء


هي دولة الإرهاب أهون فعَلةٍ ** ممّا جنته جريمةٌ نكراء


هي دولةٌ قانونها إرهابها ** ودليلها في حكمها الأهواء


لا بيت أبيضهم يُداري ما جرى ** منها ولا الوسطاء والعملاء


يا بحر !! أنت وكائناتك والمدى ** بعد المدى والموجة الزرقاء


وجميع حبّات الرمال وما حوى ** قاع المياه وما احتواه فضاء


نعم الشهود على العدوِّ وإنها ** لشهادةٌ موثوقةٌ بلقاء


حقٌ كساطعة الضحى ما ضرّه ** ألا تراه المقلة العمياء

عبدالرحمن بن صالح العشماوي

ليست هناك تعليقات: