يا بحر!! هذه الليلة الليلاءُ ** ظلاماؤها لملدّلجين تضاؤء
خاضوا غمارك والظلام يلّفهم ** والصاحبان بطولةٌ وفداء
ما أبحروا إلا وفي أرواحهم ألقٌ ** تهاوت عنده الظلماء
جاءوا بما يشفي الصدور لأنهم ** بالمكرمات وبالتضامن جاؤوا
جاؤوا إلى أكناف مقدسنا التي ** في أرضها يتطاول الدخلاء
لما رأوا آلآم غزة ما لها ** في عُرف تجّار الحروب دواء
رحلوا إليها رحلةً ميمونةً ** متضامنين وفي القلوب سخاء
يا بحر !! كم شرفٍ عظيمٍ حزته ** لما التقى بعبابك الشرفاء
جاؤك من شرق البلاد وغربها ** تتعدد الأجناس والأسماء
رسموا لأسطول التضامن غايةً ** كبرى تهون أمامها الأعباء
هي نُصرة المظلوم ساقتهم ** فهل يدري الغفاة ويدرك الجبناء
أرأيتهم يا بحر لما أقبلوا ** في جنح ليل الصبر كيف أضاؤوا
أرأيتهم لما تلاقى عزمهم ** وهدير موجك حادياً والماء
صف لي بربك كيف صار إباءهم ** ليلاً وصارت رحمةٌ ووفاء
أُسطولهم يا بحر كان رسالةً ** للواهمين حروفها بيضاء
أُسطولهم يا بحر أصبح مَعلماً ** حراً تطير بفضله الأنباء
هو مَعلم الإنصاف في الزمن الذي ** لعب الطغاة بأهله وأساؤوا
يا بحر !! أنت الآن راويةُ لما ** ستر الظلام وقارف الأعداء
فاسرد حكاية ما جرى وارفع ** بها صوتاً لتسمعَ صوتكَ الأرجاء
قُلها مقالة صادقٍ واشهد بها ** فقلوبنا وعقولنا إصغاء
والحق يبقى ظاهراً متألقاً ** في الناس لمّا يصدق الشهداء
لما روى البحر الرواية كلها ** سطعت أمام العالم الأضواء
سقط القناع عن الوجوه فلم يعد ** يخفى العدوُّ وُروحه الهوجاء
هي دولة الإرهاب أهون فعَلةٍ ** ممّا جنته جريمةٌ نكراء
هي دولةٌ قانونها إرهابها ** ودليلها في حكمها الأهواء
لا بيت أبيضهم يُداري ما جرى ** منها ولا الوسطاء والعملاء
يا بحر !! أنت وكائناتك والمدى ** بعد المدى والموجة الزرقاء
وجميع حبّات الرمال وما حوى ** قاع المياه وما احتواه فضاء
نعم الشهود على العدوِّ وإنها ** لشهادةٌ موثوقةٌ بلقاء
حقٌ كساطعة الضحى ما ضرّه ** ألا تراه المقلة العمياء
عبدالرحمن بن صالح العشماوي
عبدالرحمن بن صالح العشماوي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق