عَهِدْتُ الدَّمْعَ يَشْفِى مِنْ هُمُومٍ ..... فَمَالِي اليَوْمَ لا أبْكِى لِهَمِّي
يصاحبني الأسى في كلِّ وجهٍ ..... وجُرْحِى غَائِرٌ ما زال يدْمِى
تَجَمَّعَتِ الخطوبُ عليّ حَتَّى ..... تَفَرَّقَ بينها لحْمِى وَعَظْمِى
فَقَلْبِي شَاحِبٌ والعَقْلُ كَلٌّ ..... أسيرُ كَأَنَّ جِسْمِي غير جِسْمِي
ووجْهي صامتٌ حَـزِنٌ أسيفٌ ..... فيبصرُ منْ يَرَاه لَهِيبَ غمِّى
ونَفْسِي لا أَطِيبُ بِهَا لأَنِّي ..... عَلِمْتُ بِأَنَّهَا وَالله خَصْمِي
فَأَتـْرُكُ كُلّ أَحْزَانِى وَرَائِي ..... وَأَرْقُدُ مُثْخَنـًا أَسْعَى لِنَوْمِ
لعلَّ النوم يُذْهِبُ مَا بِقَلْبِي ..... وَيبْدِلُ سُكْرُهُ حُلْمِي بِِِعِلْمِي
أَلَيْسَ النَّوْمُ لي سَكَرًا حلالاً ..... لأشربَ كأسَه منْ غيْر إثـْمِ
فمال النوْمِ لا يَرْثى لِحَالي ..... ويَتْرُكُنِي وَيَمْضِى كَالْأَصَمِّ
وحتى إن ظَفِرْتُ بِهِ لُمَاماً ..... يُفََزِّعُنِي الأَسَى يَصْحُو بِحُلْمِي
وأذكرُ صحْبَةً كانوا عُيُونِي ..... فَفَاقُوا إِخْوَتِي لأبِي وَأُمِّي
شَبَابٌ شَيَّدُوا لِلْمَجْدِ صَرْحًا ..... فَجَاوَزَ قِمَّةَ الجَبَلِ الأَشَمِّ
لهم صبرٌ وإحسانٌ وعلمٌ ..... كَبَحْرٍِ سَابِحٍ عَذْبٍ خِضَم
يُرَاوِدُنِي الحَنِينُ لَهُمْ مِرَارًا ..... وتُصْلِي نَارُه شَحْمِي وَلَحْمِي
وأُمْسِكُ دَمْعَتِي فَتَفِرّ مِنِّي ..... لتَسْقُطَ دَمْعَتِي مِنِّي بِرَغْمِي
وما أبْكِي لحُبٍ أوْ حَبِيبٍ ..... سَلُونِي لَيْسَ عِنْدِي غَيْرَ كَتْمِي
لغيرِ الله لا أشكو مُصَابِي ..... فليسَ سِوَاهُ يَكْشِفُ كُلَّ غَمِّ
رجوتُ الله أنْ يَهْدى جَنَانِي ..... وَيَقِْلبَ حَرْبَ أَفْكَارِي لِسِلْمِ
فلا الشَكْوَى لِغَيْرِ الله تُجْدِي ..... ولا طُولُ الرقَادِ يُقِيمُ عَزْمِي
فعِنْدَ الله أَرْجُو كُلَّ خَيْرٍ ..... وَعِنْدَ سِوَاهُ أَلْقَى شَرَّ لَوْم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق