مع إشراقة كل صباح وعلى مدار الساعة بل والدقيقة والثانية يرحل عشرات من الناس من هذه الحياة الدنيا الفانية إلى الحياة الآخرة الباقية، ويتميز فيها الناس إلى فريقين: فريق في الجنة وهم أهل الصلاح والتقى، وفريق في السعير وهم أهل الفساد والطغيان، وهؤلاء الراحلون أحد شخصين: إما مستريح من نكد الدنيا وضيقها ولأوائها ونصبها وهم أصحاب الجنة، وإما مستراح من ظلمه وضلاله حيث يستريح منه البلاد والعباد، وهؤلاء هم أصحاب السعير، روى البخاري ومسلم في صحيحيهما وغيرهما "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم مُرَّ عليه بجنازة فقال : مستريح ومستراح منه قالوا : يا رسول الله ما المستريح والمستراح منه؟ قال : العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله, والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد والشجر والدواب".
فالعبد الفاجر حياته بما فيها من عتو وفساد ومحادة للحق وأهله، إيذاء لعباد لله والبلاد حتى الشجر والدواب تتأذى من حياته.
وهذا الحديث يبين جناية العبد الفاجر على الإنسان والحيوان والبيئة التي يوجد فيها، وهو ما يعطي المسوغ لأهل الخير في دعائهم على الفجرة وفرحهم بهلاكهم، وحرصهم على الابتعاد عنهم وعدم مجاورتهم، ولعل في هذا الحديث ما يحفز البعض لدعوة المخالفين لمنهج الحق للعودة إليه لينجو أهل الخير والصلاح من شرورهم وأذاهم، كما دل على ذلك الحديث الآخر عندما دخل الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجه زينب ابنة جحش فزعا يقول: لا إله إلا الله ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه، وحلق بإصبعه الإبهام والتي تليها، قالت زينب ابنة جحش، فقلت : يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعم إذا كثر الخبث
فإذا كثر الخبث ولم يكن هناك من يسعى في إزالته أو التقليل منه هلك المفسدون والصالحون، ولم يكن وجود الصالحين مانعا من هلاك الفئتين.
ولعلنا نقول الآن مخاطبين الفاجرين علهم يتعظوا قبل أن تأتيهم منيتهم: ماذا استفاد من حاد الله ورسوله وسخر من أسماء الله وصفاته، وزعم أن القرآن ليس مقدسا ويقول عن القرآن إنه منتج ثقافي تشكل على مدى 23 عاما، وإنه ينتمي إلى ثقافة البشر، وإن القرآن هو الذي سمى نفسه، وهو بهذا ينتسب إلى الثقافة التي تشكل منها، ومن يقول إن النصوص الدينية تكبل الإنسان وتلغي فعاليته وتهدد خبرته، ومن ثم يدعو إلى التحرر من سلطة النصوص، بل من كل سلطة تعوق مسيرة التنمية. ماذا يفعل عندما يقدم على ربه وحيدا؟ هل يغني عنه التمجيد والحفاوة التي كان يلقاها من أعداء الله ورسوله لأجل عدوانه الأثيم على دين الأمة وثوابتها، وهل يغني عنه شيئا أن تنعاه إحدى المنظمات النصرانية أو أن يوصف بأنه رجل شجاع.
وأخيرا نقول لهذا المحادد لله ولرسوله هل يقدر أن يمنع نفسه من القدوم على الله تعالى، وهل يمنع نفسه من الموت أو حتى يأخره لحظة عن وقته؟ فلم المكابرة والمعاندة؟
وأخيرا نقول هل كان يظن هذا المأفون وأمثاله أنهم يعجزون الله تعالى؟
وهل كانوا يظنون أن بمقدورهم أن يوقفوا تمدد الإسلام وانتشاره؟
مثل هؤلاء كمثل وعل أراد أن يحطم صخرة ضخمة فراح ينطحها بقرنه
وكانت النتيجة أن انكسر قرن الوعل وبقيت الصخرة كما هي
كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فما وهنت وأوهى قرنه الوعل
نسأل الله تعالى أن يريحنا من كل ظلوم غشوم كفور حتى ترشد الأمة وتستقيم الأمور
محمد بن شاكر الشريف
وأخيرا نقول هل كان يظن هذا المأفون وأمثاله أنهم يعجزون الله تعالى؟
وهل كانوا يظنون أن بمقدورهم أن يوقفوا تمدد الإسلام وانتشاره؟
مثل هؤلاء كمثل وعل أراد أن يحطم صخرة ضخمة فراح ينطحها بقرنه
وكانت النتيجة أن انكسر قرن الوعل وبقيت الصخرة كما هي
كما قال الشاعر:
كناطح صخرة يوما ليوهنها فما وهنت وأوهى قرنه الوعل
نسأل الله تعالى أن يريحنا من كل ظلوم غشوم كفور حتى ترشد الأمة وتستقيم الأمور
محمد بن شاكر الشريف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق