ஜ قصائد ஜ يا ضَيفَ وجداني

يا ضَيفَ وجداني

شعر: عبدالرحمن صالح العشماوي


أبحرتُ فيك لأنّك البَحْرُ =ونَهِلْتُ منك لأنّك النَّهْرُ

أرسلتُ طرفي في دُجَى ألمي =فَرَنا إليكَ لأنّك البَدْرُ

أسقيتُ منك زُهور ذاكرتي =فتألَّقَتْ، وتألَّق الزَّهْرُ

وسألتُ عن فجري فبادَرَني =منكَ الضياءُ، لأنّك الفَجْرُ

وسألتُ عنك السُّحبَ فابتَسَمَتْ =بَرْقاً، وقالتْ: إنّك القَطْرُ

لمَّا جرى بكَ في يدي قلمي =شَدَتِ الحروفُ، وغرَّدَ الحِبْرُ

يا ضَيْفَ كلِّ المسلمينَ إذا =ما جِئْتَ جاءَ الأنسُ والبِشْرُ

بك ترتقي النفس التي شَرُفَتْ =بالصوم فيك، ويُشْرَحُ الصَّدرُ

يا ضيفَ كلِّ المسلمين، له =في كلِّ قلبٍ مؤمنٍ، قَدْرُ

يقْوى الضعيفُ بما يشاهده =من صائميكَ، فيُسْعِفُ الصَّبْرُ

ويحسُّ فيك الأغنياءُ بما =يشكو الجياعُ، ويصنع الفَقْرُ

فتكونَ أنتَ، دليلَ غافِلِهم =نَحْوَ العطاءِ، فماله عُذْرُ

يتواضع المتجبِّرونَ، إذا =صاموك حقّاً، يَذْهبُ الكِبْرُ

يا ضيفَ أفئدةٍ بك ابتهجَتْ =فتألَّق الإحساسُ والفِكْرُ

يا ضيفَ قلبي، أنتَ في لغتي =سِرُّ البيانِ، وفي فمي ذِكرُ

تمتدُّ في قلبي وأوردتي =لمّا تجيء، غُصونُكَ الخُضْرُ

ضيفٌ جميل الوجهِ طَلْعَتُه =بدْرٌ يُضيء، وأنْجُمٌ زُهْرُ

«رمضانُ» أحْرُفُه محبّبَةٌ =يهفو إليها النَّثْرُ، والشِّعْرُ

لمَّا أُسِطّرها على ورقي =تَزْهُو اليراعةُ، يُورق السَّطْرُ

شهرٌ إذا ما جاءَ رافقَه =أمنُ القلوب، وغادَرَ الذُّعْرُ

في صَوْمِهِ، وقيامه تَعَبٌ =حُلْوٌ، به يتعاظم الأجْرُ

وخَلُوفُ أفواهِ العِبادِ إذا =عَقَدوا الصِّيامَ، كأنه العِطْرُ

بالفرحتين يفوز صائمُه =وهما «لقاءُ اللهِ» و«الفِطْرُ»

الله متخصٌّ بمنحته =للصائمين، وعنده الذُّخْرُ

«رمضانُ» اسمٌ باذخٌ شرفاً =بجلاله يتحدَّثُ الدَّهْرُ

تكفيه ليلتُه التي شَرُفَتْ =قَدْراً، تتيه بفضلهالعَشْرُ

يعلو مقامُ الصائمينَ، إذا =نُشِبَ الصِّراطُ، وأقبل الحَشْرُ

بوَّابةُ «الريَّانِ» تَرْقُبُهم =لله هذا العزُّ والفَخْرُ

يا ضيفَ أفئدةٍ معلَّقةٍ =بالله، يُجْبَرُ عندها الكَسْرُ

يا ضيفَ وجداني ومُؤْنِسَهُ =يا مَنْ بسِرّكَ يَحْسُنُ الجَهْرُ

تبقى الشهورُ على تألُّقِها =تمضي، وأنتَ السَّيِّدُ الشَّهْرُ

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رائعة .. بارك الله في القلم السيال .. والساعد النقال ..

مختارات سلفية يقول...

جزاكم الله كل الخير أخانا الكريم