رأيتُ الرفْضَ عنوانَ الغَبـَاءِ ... وداءُ الرفْضِ ميئوسُ الشِّفاء
به الأضدادُ تجُمعُ فـي عقولٍ ... وفيها يلتـقي داءٌ بـداءِ
فقالوا الكونُ يُحكمُ من عليِّ ... وكلُّ الخلقِ في كلِّ الفضاءِ
بسيفٍ يقطعُ الأرضينَ قطعـاً ... ويفْصمُ حدُّهُ سمْكَ السماءِ
ويعلمُ من علومِ الغيْبِ علْماً ... كعلمِ الله !!.. غُفْراً يارجائي
ويرزقُ من يشاءُ بغيـْرِ عدِّ ... ويمـنعُ من يشـاءُ من العطاءِ
ويخلقُ إنْ أرادَ كخلْـقِ ربِّ ... ويعْـِدمُ خلقَـهُ عُـدْم الفناءِ
ويُدخلُ جنَّة الفردوْسِ خلْقاً ... ويدخـلُ غيرَهم دارَ الشَّقـاءِ
ولكنْ بعدَ هذا الوصْفِ يبقى... هضيـمَ الحقِّ مكفوءَ الإنـاءِ
ويُغلبُ عن إمامَتِـهِ ضعيفـاً ... ويُقصـى عن خلافتِـهِ بـلاءِ
ويؤْخذُ منهُ بالتهديـدِ حــقُّ ... بوحْـيٍ منـزلٍ للأنبيــاءِ
ويُسْحبُ بالحبالِ بغيـْرِ حوْلٍ ... يجـرُّ من الأمامِ ، من الوراءِ
ويُسْقطُ مـن عقيلتِـهِ جنينٌ ... ويُمسِي في المُصابِ بلا عزاءِ
فكيف يصحُّ يا عقلاءُ هـَـذا؟! ... أليسَ الحُمْقُ من شرِّ البلاء؟!
رؤوسٌ أُفرغتْ من كلِّ عقْـلٍ ... فصارتْ مثــلَ ذرَّات الهباءِ
رفعتُ عليَّنا عـنْ ميْنِ قـوْمٍ ... تخُـرِّفُ مـنْ تخاريفِ العَيـاءِ
إمامُ الحــقِّ مرضيُّ كريـمٌ ... عظيمُ القـدْرِ ، شمَّـاخُ السنَّاءِ
بأوصافٍ عَلتْ في كـلِّ فضْلٍ ... ومَـنْ أولى وأجـدرُ بالعَـلاءِ
ورابعُ من أقيمَ الدِّين فيهــمْ ... وركْـنُ العبقـريـِّة والذكاءِ
حبيبُ الصَّحْبِ مرفوعٌ لديهـمْ ... وتكْرمُهُ الصِّحـابُ بلا مراءِ
بنُو عمِّ وزادَ الدينُ فيهــم ... حفاظـاً للحقـوق وللإخـاءِ
فهذا الحقُّ ليـْسَ بـه خَفـاءٌ ... وهذا الحقُّ من غيـْرِ اختفاءِ
وما للكاذبينَ سِوى احْتقـَـارٍ ... وما للمفْتَرِيـنَ سـوى ازْدراءِ
حامد بن عبد الله العلي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق