الدعاء والتضرع في الفتن

عن عون بن عبد الله بن عتبة ، قال : بينا رجل بمصر في بستان زمن فتنة آل الزبير جالساً كئيباً حزيناً يبكي ينكث في الأرض بشيء معه ؛ فرفع رأسه ، فإذا صاحب مسحاة قد مُثِّلَ له ، فقال : " مالي أراك مهموماً حزيناً ؟ " فكأنه ازدراه ، فقال : لا شيء ؛ فقال : " أبالدنيا ؟ فإن الدنيا عَرَضٌ حاضر ، يأكل منها البر والفاجر ، وإن الآخرة أجل صادق ، يحكم فيها ملك قادر ، يفصل بين الحق والباطل ، حتى ذكر أن لها مفاصل كمفاصل اللحم ، من أخطأ منها شيئاً أخطأ الحق " قال : فأعجب بذلك من كلامه ، فقال : اهتمامي بما فيه المسلمون . فقال : " إن الله سينجيك بشفقتك على المسلمين ، وسل ، منَ ذا الذي سأل اللهَ فلم يعطه ، أو دعا الله فلم يجبه ، أو توكل عليه فلم يكفه ، أو وثق به فلم ينجه ؟ " قال : فعلقت الدعاء ، فقلت : " اللهم سلمني ، وسلم مني " ؛ قال : فتجلت الفتنة ولم تصب منه شيئا


" حلية الأولياء " ( 4 / 244 )

ليست هناك تعليقات: