¶ مقالات ¶ « أي نعم : ياسر برهامي أخطر رجل ضد مصر »

كتبه / خالد الشافعي

الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أما بعد


طالعتنا المجلة العظيمة مجلة روز اليوسف – يعلم ربى أننى أتحاشى وأنا أمر بجوار بائعى الجرائد أن يقع نظرى علي غلافها لأنه لا يمكن أن يخلو من صورة إرهابي ملتحي ، أو عنوان يسىء للإرهابيين - المهم ، طالعتنا هذه المجلة الموقرة ، بمقال أعجوبة لوحيد عصره ، وفريد دهره ، الأستاذ النابغة : عبد الله كمال ، بعنوان : أخطر رجل ضد مصر ، ووالله يا إخواني ، إن المرء لا يدرى أيستلقي من الضحك ، أم يموت من البكاء ، المرء يكاد ينشق نصفين حين يطالع مجهودات أبناء النخبة العظيمة ، التي تتولى تشكيل ثقافة الأمة منذ أكثر من مائة عام ، ودائماً أتساءل مع كل باقعة تنزل بنا منهم : ترى ما هى الشروط الواجب توافرها فيمن يريد أن ينضم إلى هذه النخبة ؟

كاتب يفترض أنه من الصفوة ، يعنى يعرف قيمة الكلمة ، وأمانة الكتابة ، وعار أن يكتب كلاماً خفيفاً متهافتاً يستطيع أى صبى من صبيان الكتاتيب أن يكشف عواره !!

مقال الأستاذ العظيم عبد الله كمال ، نموذج مثالى ، للدد فى الخصومة ، والإفتراء على خلق الله - لا أقول بلا برهان ، بل كل ما جاء به من براهين ليسقط ياسر برهامى وتياره ، كل ما جاء به الأستاذ الهمام يرفع الشيخ ياسر ولا يسقطه - تصوروا ، كاتب يفترض أنه من النخبة يملك من التهور والطيش ما يجعل عنوان مقاله : أخطر رجل ضد مصر ، وهذا فضلاً عن أنه إتهام خطير ، وتحريض رخيص لا يليق بالشرفاء ، فإنه أيضاً إندفاع وتهور لا يليق بمن يعرف شيئاً من أصول الكتابة ، يعنى لو قال أن ياسر برهامى رجل خطير ، أو أنه من أخطر الناس لكان الكلام محتملاً ، لكن أن يجزم الكاتب الهمام أن ياسر برهامى هو الأخطر على الإطلاق ، فهذا إن دل فإنما يدل على أن الأستاذ عبدالله من رجالات النخبة بامتياز .

ومع ذلك قلت : غفر الله له ، زلة قلم ، أو طيش نخبة ، فلنحسن الظن بأخينا الكاتب العظيم عبد الله كمال ، ولننسى طيش العنوان ، فربما ألجأه إلى ذلك الرغبة فى عنوان - سبايسى - لجلب مزيد من القراء ، دعنا من العنوان ، وهلم بنا ندرك الوطن من أخطر رجل ضده – قلت ذلك فى نفسى وأنا فى فضول رهيب أنا أعرف كيف صار ياسر برهامى أخطر رجل فى مصر ، وجاء فى بالى وأنا أقترب من السطر الأول من مقال العبد الهمام ، جاء فى بالى الذين قاموا بأبشع عملية تزوير انتخابات فى التاريخ ، وجاء فى بالى من باع البلد بتراب الفلوس ، وجاء فى بالى من يعذب الناس حتى الموت ، ومن قام على رؤوس الأغلبية فقال أن القرآن محرف ، وأن المسلمين ضيوف ، ومن يعترف بخطف مواطنات مصريات وحبسهن ، فلما سئُل فى برنامج جماهيرى أُعد على عجل لتهدئة الخواطر ، لما سئل عنهن قال للمذيع : وانت مالك! جاء فى بالى الذن يرفضون تنفيذ أحكام قضائية نهائية بالمئات ، وجاء فى بالى صفر المونديال ، والسحابة السوداء ، والمياه القاتلة ، وبحبك يا حمار !!

وهناك فى الخلفية : صورة ياسر برهامى ، طبيب ، متفوق ، عيادته شبه خيرية ، وكثيراً ما يكون الكشف بالمجان ، يعنى رجل يخدم مجتمعه ، وحاصل أيضا على ليساس الشريعة من جامعة الأزهر يعنى من أهل التخصص الشرعى ، جاء فى بالى ياسر برهامى ، يخرج من المسجد بعد أن علم الناس دينهم ، يهرع إلى عيادته ، بشبشب قديم وملابس بسيطة بعيداً عن أضواء النخبة ، وبعد أن عالج القلوب فى المسجد ذهب ليعالج الأجسام فى عيادته .

طاردتنى كل هذه الخيالات ، وطاردتنى عناوين خطب ، ودروس ياسر برهامى ، وأحاديثه فى الجلسات الخاصة ، والعامة ، وجعلت أعتصر مخي حتى كاد أن ينصهر ، لأتذكر كلمة واحدة من كلام ياسر برهامى ، يمكن أن تكدر أمن الوطن ، أو زلة لسان ، تجعله أخطر رجل ضد مصر ،فما وجدت ورب الكعبة ، إلا الحكمة ، والموعظة الحسنة ، والصبر على الأذى ، وتحريم المظاهرات ، والإعتصامات ، وتحريم تكفير المسلمين ، وتحريم التخريب ، هل يمكن أن يكون هذا تقية وخداع ؟ هل يمكن أن يظل يمثل ويخادع أكثر من ثلاثين سنة ، فمتى سيظهر على حقيقته ؟ متى وقد شاب الشاب ياسر برهامى ؟ متى ؟ لم يفعلها وهو شاب مملوء بحماس الشباب ، لم يفعلها في عز الخطوب والمحن ، تراه يفعلها الآن ؟

شرعت فى قراءة عريضة إتهام أخطر رجل ضد مصر، شرعت في قراءة جرائم أخطر رجل ضد مصر وأنا مستفز من العنوان فما أن إنتهيت من قراءتها حتى قفزت صارخاً : أي نعم : فعلا ياسر برهامي أخطر رجل ضد مصر .

ولكن كيف ذلك أحكيه لكم فى مقالى القادم بإذن الله .

ليست هناك تعليقات: